قال: هو على ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لاستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله عز وجل:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى}[التوبة: ١١٣] . وأنزل الله في أبي طالب:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[القصص: ٥٦] . ففي هذه الواقعة التحذير الشديد من مصاحبة الأشرار وجلساء السوء –وفي يوم القيامة يقول القرين لقرينه من هذا الصنف:{يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}[الزخرف: ٣٨] . ألا فانتبهوا يا عباد الله لأنفسكم وجالسوا أهل البر والتقوى وخالطوا أهل الصلاح والاستقامة. وابتعدوا وأبعدوا أولادكم عن مخالطة الأشرار ومصاحبة الفجار –خصوصًا في هذا الزمن الذي قل فيه الصالحون وتلاطمت فيه أمواج الفتن. فإن الخطر عظيم. والمتمسك بدينه غريب بين الناس وقد وقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله:«بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء قيل ومن الغرباء يا رسول الله قال الذين يصلحون إذا فسد الناس» - وفي رواية يصلحون ما أفسد الناس- وفي رواية هم النزاع من القبائل. فتنبهوا لذلك وفقكم الله.