وأمرنا بالغضب إذا انتهكت حرمة الدين، والغيرة على حدود الله. فقال في الزناة:{وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[النور: ٢]
فمن فقد قوة الغضب، يصبح جبانًا، ضعيفًا، وذليلاً حقيرًا لا يأنف من العار ولا يهمه، ولا يتألم لأذى السفهاء، يتطاول السفهاء والفسقة على حرمه، فلا يغار لعرض، ولا يغضب لشرف، فيكون تيسًا في صورة إنسان، وجمادًا لا إحساس له، ولا شعور.
وليس من الحلم في شيء، وإنما هو جبن، وخور، وذلة وقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«لن يدخل الجنة ديوث، قالوا وما الديوث يا رسول الله قال: الذي لا يغار على أهله» .
وقال سعد رضي الله عنه يا رسول الله لو وجدت مع أهلي رجلاً أمهله حتى آتي بأربعة شهداء فقال - صلى الله عليه وسلم - نعم، فقال كلا والذي بعثك بالحق، إن كنت لأعاجله بالسيف قبل ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «اسمعوا على ما يقول سيدكم، إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني» .
وإذا لم يغضب الإنسان لعرضه، ضاعت الأنساب، واختلطت الأولاد، وكل أمة تموت الغيرة فيهم لا بد وأن تضيع العفة، والصيانة من نسائها، وهذا