هو الضعف، والخور، والعجز، والجبن، الذي استعاذ منه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكيف تذم رجلاً يغضب لدينه إذا رأى المنكرات، وقد أمر بمحاربتها وكيف يصلح المرء عيوب نفسه، إذا لم يغضب عليها، ويشتد في ردها عن هواها.
أما الغضب المذموم فهو الذي يعمي صاحبه عن الحق، ويفقده بصر البصيرة، والفكر فتأخذه العزة بالإثم، ويعرض عن النصح إذا نصح، وربما زاد هيجانًا، وإذا روجع في قول ازداد سخطًا ولجاجًا.
وقد يحدث منه ضرر على من حوله، وتجده متغيرًا لونه، مرتعشة أعضاؤه، زائغًا بصره، وكالأعمى يسب الجماد، والحيوان، ويبطش بكل ما يصادفه، حتى إنه يتلف الأثاث، والرياش، وربما لا يشفي غلة، وقد يحدث منه طلاق، ولعن وسب، وشتم، فهذا غضب مذموم قبيح مرذول ينتصر فيه إبليس على هذا الذي لا يملك نفسه عند الغضب كما قيل:
ومثل هذا الغضب يهدم الجسم، ويتلف الصحة، ويحرم صاحبه الراحة والهناء ويجعل نظرته إلى الحياة مظلمة سوداء فالتفريط في الغضب ضعف، والإفراط تهور وجنون، والمحمود منه الوسط والاعتدال والقصد المحمود منه أن يكون غضبك للدين فإذا اعتدى قوم على الإسلام بالطعن والتشهير أو التشكيك في العقائد كما يحاول الملحدون وكما يفعل المبشرون فيجب أن تغضب عليهم انتصارًا لديننا ودفاعًا عن شرعنا.
ومن الغضب المحمود الغضب على من تعدى على بلاد إسلامية أو تعدى على مسلم أو مدح غير الدين الإسلامي أو ذكر الله أو كتابه أو ملائكته أو رسله بسوء أو سب صحابيًا أو إمامًا مشهورًا بالتقي والورع