فاتقوا الله حق تقاته، فإن فيها النجاة قبل الممات، وتعرضوا لنفحات ربكم، فإن له تعالى في أيام دهر كم نفحات، وتوبوا إليه فإنه يقبل التوبة، ويعفو عن السيئات. فرحم الله أقوامًا بادروا الوقات، وتداركوا الهفوات، عيونهم مشغولة بالدمع، وألسنتهم مسجونة بالصمت عن فضول الكلمات، وأكفهم مكفوفة بالخوف عن تناول الشهوات، وأقدامهم مقيدة بقيود المحاسبات، فتيقظوا رحمكم الله للحاقهم من سنة الغفلات، واعملوا مثل أعمالهم تناولوا الدرجات.
فيا من لم يتصل بهذه الصفات، كيف ترجوا لحاقكم كثير المخالفات؟ أما قرع سمعك قول الله في محكم الآيات {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}[الجاثية: ٢١] جعلني الله وإياكم ممن بادر الأوقات، وسارع إلى الخيرات، إن أكمل المواعظ نفعًا، وأعظمها في القلوب وقعًا كلام من شق لكل منا بصرًا وسمعًا، والله يقول؟ وقوله الحق المبين:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[النحل: ٩٨] أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[يونس: ٢٤]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وأجارني وإياكم من عذابه الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم.