للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وتنْقُض قَبل أن يأتِي مساها

وتنْكُثُ عَهْدها حِيْنًا فحِيْنًا ... كأنَّ الله فيه لا يراها

وَتَقْعُدُ عَنْ حُقُوق الله عَمْدًا ... وَتَبْغِي دَائِمًا مَالاً وَجاهَا

قال بعضهم يبوخ نفسه ويحك يا نفس كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب وتظنين أنك إذا مت وانفلت وتخلصت تتركين هيهات هيهات، أما تعلمين أن الموت موعدك والقبر بيتك والتراب فراشك، والدود أنيسك، والفزع الأكبر بين يديك اعملي يا نفس بقية عمرك في أيام قصار لأيام طوال وفي دار زوال لدار مقام، وفي دار حزن ونكد وكبد ونصب ولغب وهموم لدار سرور وأفراح ونعيم وخلود وهناء اعملي قبل طي الصحيفة اخرجي من الدنيا خروج الأتقياء الأحرار قبل أن تخرجي خروج الأشقياء على الاضطرار ولا تفرحي بما يساعد من زهرة الدنيا فرب مسرور مغبون ورب مغبون لا يشعر وويل لمن له الويل ثم لا يشعر، يضحك ويفرح، ويلهو ويمرح، ويأكل ويشرب، وقد حق له في كتاب الله أنه من وقود النار نسأل الله المعافاة في الدنيا والآخرة.

اللهم وفقنا لصالح الأعمال، ونجنا من جميع الأهوال، وأمنا من الفزع الأكبر يوم الرجف والزلزال واغفر لنا ولوالدينا، ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

شعرا:

أَجنِب جِيَادًا مِن التَّقْوى مُضَمَّرةٌ ... لِلسَّبْقِ يَومَ يَفُوزُ النَّاسُ بِالسَّبقِ

تَمُرُّ مَرَّ الرِّيَاحِ الهُوْجِ عَاصِفَةً ... أَوْ لَمْحَةِ البَرْقِ إِذْ يَجْتَازُ بالأُفُقِ

<<  <  ج: ص:  >  >>