وارْكُضْ إلى الغَايَةِ القُصْوة وَخَلِّ لَهَا ... عِنَانَ صِدْق رَمَى في فِتْيَةٍ صُدُقِ
فَإِنَّ خَلْفَكَ أَعْمَالاً مُثْبَّطَةً ... وَلَسْتَ تَنْهَضُ إلا وَيْكَ بالعَنَقِ
كَمْ حَلَّ عَزْمَكَ مِن دُنْيا مُعَرِّجَة ... بِقَصْدِكَ اليومَ عن مَسْلُوْكَةِ الطُّرِقِ
يَا غَافِلاً وَالمَنَايَا مِنْهُ ذَاكِرَةٌ ... وَضَاحِك والرَّدَى مِنْهُ عَلَى حَنَقِ
قَطعْتَ عُمْرَكَ في سَهْو وفي سِنَةٍ ... وَمِنْ أَمَامِكَ لَيْلٌ دَائِمُ الأرَقِ
انتهى.
آخر:
أَرَى النَّاَس في الدُّنْيَا، مَعافِّى وَمُبتلى ... وَمَا زَالَ حُكمُ الله في الأَرْضِ مُرْسَلا
مَضَى في جَمِيْعِ النَّاسِ سَابقُ عِلمهِ ... وَفَصَّلَهُ، مِن حَيْثُ شَاءَ، وَوَصلا
وَلَسْنَا عَلَى حُلْوِ القَضَاءِ وَمُرُّهِ ... نَرَى حكَمًا فِيْنَا، مِنَ اللهِ، أَعْدَلا
بَلَا خَلْقَهُ بِالخَيرِ وَالشَّرِّ، فِتْنَةً ... لِيَرغَبَ مِمَّا فِي يَدَيْهِ وَيَسْألا
وَلَمْ يَبْغِ إِلا أَنْ يَبُوءَ بِفَضْلِهِ ... عَلينَا، وَإِلا أَنْْْ نَتُوبَ فَيَقْبَلا
هُوَ الأحَدُ القَيومُ مِنْ بَعْدِ خَلقِه ... وَمَا زالَ في دَيمومَةِ المُلْْكِ أَولا
وَمَا خَلَقَ الإِنْسَانَ إِلا لِغَايَةٍ ... وَلَمْ يُترَكِ الإِنْسَانَ في الأرْضِ مُهمَلا
كَفَى عبِرَةً أَنِّي وَأَنّكَ، يا أخي ... نُصَرَّفُ تَصرِيفًا لَطِيفًا، وَنُبتَلى
كَأَنَّا، وَقَدْ صِرْنَا حَدِيْثًا لِغَيْرِنَا ... نُخَاضُ كما خُضْنَا الحديثَ لِمن خَلا
تَوَهَمْتُ قَوْمًا قَدْ خَلَوا، فَكَأنَّهم ... بِأَجْمَعِهِم كَانُوا خَيَالاً تَخَيّلا
وَلَسْتُ بِأَبْقَى منهُم في دِيَارِهِم ... وَلَكِن لِي فِيْهَا كتابًا مُؤجَّلَا
وَمَا النَّاسُ إلَاّ مَيِّتٌ وابْنُ مَيِّتٍ ... تَأجّلَ حَيٌّ مِنْهُم، أَوْ تَعَجّلَا