للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَلا تَحْْسَبَنَّ اللهَ يُخْلِفُ وَعْدَهُ ... بِمَا كَانَ أَوْصَى المُرْسَلِيْنَ، وَأَرْسَلَا

هو المَوْتُ يا ابنَ المَوْتِ وَالبَعْثُ بعدهُ ... فَمِنْ بَيْنِ مَبعوثٍ مُخفا، وَمُثقَلَا

وَمِنْ بَيْنِ مَسْحوبٍ عَلَى حُرّ وَجْهِهِ ... وَمنْ بِيْنِ مَنْ يَأتِي أَغَرّ مُحَجَّلا

عَشِقْنَا مِنَ اللَّذاتِ كل مَحرَّمٍ ... فَأُفِّ عَلَيْنَا مَا أَغَرّ وَأَجْهَلا

رَكَنّا إلى الدُّنْيَا فَطَالََ رُكُونُنَا ... وَلَسْنَا نَرَى الدُّنْيَا، عَلَى ذَاكَ مُنْزِلا

لَقَدْ كَانَ أَقْوَامٌ مِنَ النَّاسِ قَبْلَنا ... يَعافُونَ مِنْهُنّ الحَلالَ المُحَلَّلا

فَلِلَّهِ دارٌ مَا أَحَثّ رَحِيلَها ... وَمَا أَعرَضَ الآمَالَ فِيْهَا وَأَطْوَلا

أَبَى المَرْءُ إِلَاّ أَنْ يَطُولَ اغْترارُهُ ... وَتَأبَى بِهِ الحالاتُ إِلا تَنَقّلا

إِذَا أمَّلَ الإِنْسَانُ أَمْرًا، فَنَالَهُ ... فَمَا يَبْتَغي فَوْقَ الذي كَانَ أَمّلا

وَكَمْ من ذَلِيلٍ عَزّ مِنْ بَعْد ذِلّةٍ ... وَكَمْ من رَفِيعٍ صَارَ في الأَرْض أَسْفَلا

وَلَمْ أَرَ إِلا مُسْلمًا في وَفَاتِهِ ... وَإِنْ أَكْثَر البَاكِي عَلَيْهِ، وَأعْوَلا

وَكَمْ مِنْ عَظِيْمِ الشَّأنِ في قَعرِ حُفرةٍ ... تَلَحّفَ فيها بالثَّرى، وَتَسَرْبَلا

أَيَا صَاحِبَ الدُّنْيَا وَثِقْتَ بِمَنْزِلٍ ... تَرَى المَوْتَ فِيْه، بالعِبَادِ مُوَكَّلا

تُنافِسُ في الدُّنْيَا لِتَبلُغَ عِزّها ... وَلَسْتَ تَنَالُ العِزّ حتى تُذَللا

إِذَا اصْطَحَب الأَقْوامُ كَانَ أَذَلُّهُم ... لأصحابِهِ نَفَسًا، أَبَرَّ وَأَفْضَلا

وَمَا الفَضْلُ في أَنْ يُؤْثِرَ المَرءُ نَفْسَهُ ... وَلَكِن فَضْلَ المَرْءِ أَنْْ يَتَفَضَّلا

انتهى.

آخر:

يَا مَن يُريدُ طَريقةً تُدْنيه مِنْ ... ربَّ العبادِ بصالحِ الأَعْمَالِ

وَتُقيمُه للاستقَامةِ بَعْدُ في الأَ ... حْوَالِ وَالأَعْمَالِ وَالأَقْوَالِ

<<  <  ج: ص:  >  >>