للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَنَاظِرُ المَوْت لَهَا نَاظِرٌ ... لَوْ أَنَّهَا تَنْظُرُ إِذْ يَنْظُرُ

وَزَائِرُ المَوْتِ لَهُ طَلْعَةٌ ... يُبْصِرُهَا الأَكْمَهُ وَالْمُبْصِرُ

وَرَوْعَةُ المَوْت لَهَا سَكْرَةٌ ... مَا مِثْلُهَا مِن رَوْعَةٍ تُسْكِرُ

وَبَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى مَنْزِلٌ ... يَنْزِله الأَعْظَم وَالأَحْقَرُ

يَتْرُك ذُوْ الفَخْرِ بِهِ فَخْرَهُ ... وَصَاحِبُ الكِبْرِ بِهِ يَصْغُرُ

قَدْ مَلَأتْ أَرْجَاءَهُ رَوْعَةٌ ... نَكِيْرُهَا الْمَعْرُوفُ وَالمُنْكَرُ

وَبَعْدُ مَا بَعْدُ وَأَعْظِمْ بِهِ ... مِنْ مَشْهَدٍ مَا قَدْرُهُ يَقْدَرُ

يَرْجَف مِنْهُ الورى رجفة ... ينهد مِنْهَا الملأ الأكبرُ

ولَيْسَ هذا الوصف مستوفيا ... كل الَّذِي من وَصفه يذكرُ

وإِنَّمَا ذَا قطرة أُرسِلَتْ ... مِنْ أَبْحُرٍ تَتْبَعُهَا أَبْحُرُ

وَقَدْ أَتَاكَ الثَّبْتُ عَنْهُ بِمَا ... أَخْبَركَ الصَّادِقُ إِذْ يِخْبِرُ

فَاعْمَلْ لَهُ وَيكَ وَإلَاّ فَلَا ... عُذْرٍ وَمَا مِثْلُكَ مَنْ يُعَذرُ

سِهَامُ الْمَنَايَا فِي الوَرَى لَيْسَ تَمْنَعُ ... فَكُلُّ لَهُ يَوْمًا وَإن عَاشَ مَصْرَعُ

وَكُلُّ وَإن طَالَ الْمَدَى سَوْفَ يَنْتَهِي ... إِلَى قَعْرِ لَحْدٍ فِي ثَرَى مِنْهُ يُوْدَعُ

فَقُلْ لِلَّذِي قَدْ عَاشَ بَعْدَ قَرينه ... إِلَى مِثْلِهَا عَمَّا قَلِيْلُ سَتُدْفَعُ

فَكُلُّ ابْنِ أَنْثَى سَوفَ يُفْضِي إِلَى الرَّدَى ... وَيَرْفَعُه بَعْد الأَرائِكِ شَرْجَعُ

وَيُدْرِكُهُ يَوْمًا وَإن عَاشَ بُرْهَةً ... قَضَاءُ تَسَاوَى فِيْهِ عَوْدٌ وَمُرْضَعُ

فَلَا يَفْرَحَنْ يَوْمًا بُطُولِ حَيَاتِهِ ... لَبِيْبٌ فَمَا فِي عَيْشِهِ الْمَرْءُ مَطْمَعُ

فَمَا الْعَيْشُ إِلَاّ مِثْلُ لَمْحَةِ بَارِقٍ ... وَمَا المَوْتُ إِلَاّ مِثْل مَا الْعَيْن تَهْجَعُ

وَمَا النَّاس إِلَاّ كَالنَّبَاتِ فَيَابِس ... هَشِيْمٌ وَغَضُّ إِثْر مَا بَادَ يَطْلَعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>