للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَسَرْعَانَ مَا مَرَّتْ وَوَلَّتْ وَلَيْتَهَا ... تَدُوْمُ وَلَكِن مَا لَهُنَّ دَوَامُ

دُهُورٌ تَقَضَّتْ بِالمسَرَّاتِ سَاعَةً ... وَيَومٌ تَوَلَّى بِالْمَسَاءَةِ عَامُ

فَلِلَّهِ دَرُّ الغَمِّ حَيثُ أَمَدَّنِي ... بِطُولِ حَيَاةٍ وَالْهُمُومُ سِهَامُ

أَسِيْرُ بِتَيْمَاءِ التَّحَيْرِ مُفْرَدًا ... وَلِيْ مَعَ صَحْبِي عِشْرَةٌُ وَنَدَامُ

وَكَمْ عِشْرَةٍ مَا أَوْرَثَتْ غَيْرَ عُسْرَةٍ ... وَرُبَّ كَلاِمِ فِي القُلُوبِ كَلَامُ

فَمَا عِشْتُ لَا أَنْسَي حُقُوقَ صَنِيْعِهِ ... وَهَيِهَات أَنْ يُنْسَي لَدَيَّ ذِمَامُ

كَمَا اعْتَادَ أَبْنَاءُ الزَّمَانِ وَأَجْمَعَتْ ... عَلَيْهِ فِئَامُ إثْرَ ذَاكَ فِيَامُ

خَبَتْ نَارُ أَعْلَامِ الْمَعَارِفِ وَالْهُدَى ... وَشَبَّ لِنِيْرَانِ الضَّلَالِ ضُرَامُ

وكَانَ سَرِيْرَ العِلمِ صَرْحًا مُمَرَّدًا ... يُنَاغِي القِبابِ السَّبْعَ وَهِي عِظَامُ

مَتينًا رَفيعًا لَا يُطَارُ غُرابُهُ ... عَزيْزًا مَنِيْعًا لَا يَكَادُ يُرَامُ

يَلُوحُ سَنَا بَرْقِ الْهُدَى مِنْ بُرُوْجِهِ ... كَبَرْقٍ بَدَا بَيْنَ السِّحَابِ يُشَامُ

فَجَرَّتْ عَلَيْهِ الرَّاسِيَاتُ ذُيُولَهَا ... فَخَرَّتْ عُرُوْشٌ مِنْهُ ثُمَّ دَعَامُ

وسِيْقَ إِلَى دَارِ الْمَهانَةِ أَهْلُهُ ... مَسَاقَ أَسَيْرٍ لَا يَزَالُ يُضَامُ

كَذَا تَجْرِيَ الأَيَّامُ بَيْنَ الوَرَى عَلَى ... طَرَائِقَ مِنْهَا جَائِرٌ وَقِوَامُ

فَمَا كُلُّ مَا قَدْ قِيْلَ عِلْمٌ وَحِكْمَةٌ ... وَمَا كُلُّ أَفْرَادِ الْحَدِيْدِ حُسَامُ

وَلِلْدَّهْرِ تَاراتٌ تَمُرُّ عَلَى الفَتَى ... نَعِيْمٌ وَبؤسٌ صِحَّةٌ وَسَقَامُ

وَمَنَ يَكُ فِي الدُّنْيَا فَلَا يَعْتِبنَّهَا ... فلَيْسَ عَلَيْهَا مَعْتَبٌ وَمَلَامُ

أَجِدَّكَ مَا الدُّنْيَا وَمَاذَا مَتَاعُهَا ... وَمَاذَا الَّذِي تَبْغِيْهِ فَهْوَ حُطَامُ

تَشَكَّلَ فِيْهَا كُلُّ شَيْءٍ بِشَكْلِ مَا ... يُعَانِدُهُ وَالنَّاس عَنْهُ نِيَامُ

تَرَى النَّقْصَ فِي زِيِّ الكَمَالِ كَأَنَّمَا ... عَلَى رَأسِ رَبَّاتِ الْحِجَالِ عَمَامُ

<<  <  ج: ص:  >  >>