للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فأنت إذا تفقدت نفسك وبيتك وأولادك وجدت عندك من الشرور والآثام ما بعضه يغلب على ما أعجبت به من عملك الذي لا تدري هل هو مقبول أو مردود.

وإن أعجبت بعلمك أو عملك فاعلم أنه موهبة من العزيز العليم وهبك إياها فلا تقابلها بما يسخطه عليك.

قال الله جل وعلا: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف: ٧٦] . وقال سبحانه وتعالى: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلَاّ قَلِيلاً} [الإسراء: ٨٥] .

وأسأل الله أن يزيد منه، وأن يجعله حجة لك لا عليك، قال تبارك وتعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً} [طه: ١١٤] .

وتفكر فيما تحمله من العلم هل أنت عامل به أم لا واجعل مكان عجبك بنفسك استنقاصًا لها واستقصارًا فهو أولى بك.

وتفكر فيمن كان أعلم منك تجدهم كثيرًا، ثم أعلم أن العلم الذي تفتخر فيه ربما يكون وبالاً عليك.

فيكون الجاهل أحسن حالاً ومآلاً وأعذر منك فبذلك التفكير يزول العجب والكبر عنك وتهون نفسك عندك حينئذ.

وإن أعجبت بشجاعتك وقوتك فتكفر فيمن هو أشجع وأقوى منك ثم انظر في تلك النجدة التي منحك الله تعالى فيم صرفتها.

فإن كنت صرفتها في معصية الله فأنت جاهل آثم لأنك بذلك نفسك فيما ليس ثمنًا لها.

وإن كنت صرفتها في طاعة فقد أفسدتها بإعجابك بعملك.

ثم تفكر في زوالها عنك وقت الكبر عندما تنحل قوتك ويضعف جسمك.

نَساقَطُ أَسْنَانٌ وَيَضْعُفُ نَاظِرٌ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>