للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تعقد التاج على رأس صاحبها اليوم وتعفره بالتراب غدًا.

سواء عليها ذهاب ما ذهب وبقاء ما بقي تجد في الباقي من الذاهب خلفا وترضى بكل بدلاً.

شعرًا:

بأَمْرِ دُنْياك لا تَغْفُلْ وكُنْ حَذِرًا ... فَقَدْ أَبانَتْ لأَرْباب النُّهَي عِبَرًا

فأيُّ عَيْشٍ بِهَا ما شَابَهُ غِيَرٌ ... وَأَيُّ صَفْوٍ تَنَاهَى لَم يَصِرْ كَدِرًا

كَمْ سَالِم أَسْلَمَتْهُ لِلرَّدَى فَقَضَى ... حَتْفًا وَلَم يَقْضِ مِن لَذَّاتها وَطِرًا

ومُتْرَفٍ قَلَبَتْ ظَهْرَ المِجَنِّ لَهُ ... فَعَادَ بَعْدَ عُلوِّ القَدْرِ مُحْتِقَرًا

فابْعِدَنْهَا ولا تَحْفَلْ بِزخُرُفِهَا ... وَغُضَّ طَرْفَكَ عَنْهُ قَلَّ أو كَثُرًا

فَكُلُّ شَيءٍ تَرَاهُ العَيْنُ مِن حَسَنٍ ... كَرُ الأَهِلَّةِ لا يُبٍقي لَهُ أَثَرًا

واصْحَبْ وصَلّ وَوَاصِلْ كُلّ أَونَةٍ ... عَلَى النبي سَلامًا طَيِّبًا عَطِرًا

وَصَحْبِهِ ومَنِ اسْتَهْدَى بِهَدْيِهِمُوْا ... فَهُمْ أَئِمَّةُ مَن صَلَّى ومَن ذَكَرًا

ثم اعلم أيها الأخ أن من بورك له في عمره أدرك في يسير الزمن من منن الله ما لا يدخل تحت دوائر العبارة.

فبركة العمر أن يرزق الله العبد من الفطنة واليقظة ما يحمله على الجد والاجتهاد على اغتنام أوقات عمره وانتهاز فرصة إمكانه.

فيبادر إلى الأعمال القلبية والأعمال البدنية ويستفرغ في ذلك مجهوده بالكلية وكل ذلك في عمر قصير وزمن يسير.

والخذلان كل الخذلان أن تتفرغ من الشواغل ثم لا تتوجه إلى الله جل وعلا.

ومن الخذلان أيضًا أن تصدك العوائق والشواغل عن التوجه إلى الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>