للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لأنه من الكافرين، وإن كان مؤمنًا بذلك كما أخبر الله ورسوله فهو الذي تفيد فيه المواعظ وضرب الأمثال ويقال لماذا نراك متصفًا بما يخالف قولك:

يَا قَسْوةَ القَلْبِ مَالِي حِيْلةٌ فِيْكَ ... مَلَكْتِ قَلْبِي فأَضْحَى شَرَّ مَمْلُوكِ

حَجَبْتِ عَنِي إِفادَاتِ الخُشُوعِ فَلا ... يَشْفِيْكِ ذِكْرٌ وَلا وَعْظٌ يُدَاوِيْكِ

وَمَا تَمَادِيْكِ مِن كُثْفِ الذُنُوبِ وَلَـ ... ـكِنَّ الذُنُوبَ أَرَاهَا مِن تَمَادِيْكِ

لَكِن تَمَادِيْكِ مِن أَصْلِ نَشَأتِ بِهِ ... طَعام سُوْءٍ عَلَى ضَعْفٍ يُقَوِّيْكِ

وَأَنْتَ يا نَفسُ مَأْوَى كُلِّ مُعْضِلةٍ ... وَكُلُ دَاءٍ بِقلبِي مِن عَوادِيْكِ

أَنتِ الطَّلِيْعَةُ لِلشَّيْطَانِ في جَسَدِي ... فَلَيْسَ يَدْخُلُ إِلا مِن نَواحِيْكِ

لَمَا فَسَحْتِ بِتَوفِيْرِ الحظُوظِ لَهُ ... أَضْحَى مَعَ الدَّم يَجْرِيْ في مَجَارِيْكِ

وَالَيْتِهِ بِقَبُوْلِ الزُورِ مِنْكِ فَلَنْ ... يُوَالِي الله إِلا مَن يُعَادِيْكِ

ما زِلْتِ في أسْرِهِ تَهْوِيْنَ مَوْثقَةٌ ... حَتَّى تَلِفْتِ فَأَعيانِي تَلافِيْكِ

يَا نَفْسُ تُوبِي إلى الرحمنِ مُخْلِصَةً ... ثم اسْتَقِيْمِيْ عَلَى عَزْمٍ يُنَجِيْكِ

واسْتَدِركِي فَارِطَ الأوْقَاتِ واجْتَهِدِيْ ... عَسَاكِ بالصِدْقِ أنْ تَمْحَيْ مَسَاوِيْكِ

واسْعَيْ إِلَى البِرَّ والتَّقْوىَ مُسَارِعَةً ... فَرُبَّما شُكِرَتْ يَومًا مَسَاعِيْكِ

وَلَنْ يَتِمْ لَكِ الأَعْمَالُ صَالِحةً ... إِلا بِتَركِكِ شَيْئًا شَرّ مَتْرُوْكِ

حُبُّ التَّكَاثُرِ في الدُّنْيَا وَزِيْنَتهَا ... فَهْيَ التِي عَن طِلابِ الخَيرِ تُلْهِيْكِ

لا تُكْثِريْ الحِرْصَ في تَطْلابِهَا فَلَكَمْ ... دَمٌ لَهَا بِسُيُوفِ الحِرْصِ مَسْفُوْكِ

بَل اقْنَعِي بِكَفَافِ الرِّزْقِ رَاضِيَةٌ ... فَكُلَّمَا جَاَز مَا يَكْفِيْكِ يُعْطِيْكِ

ثُمَّ اذْكُرِيْ غُصصَ الموتِ الفَظِيْع تَهُنْ ... عَلَيْكِ أَكْدَارُ دُنْيا لا تُصَافِيْكِ

وَظُلْمَةَ القَبُرِ لا تَخْشَيْ وَوَحْشَتَهُ ... عِنْدَ انْفِرَادِكِ عَن خِلِ يُوَالِيْكِ

والصَّالِحَاتِ لِيَوْمِ الفَاقَةِ ادَّخِرِيْ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>