للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

يمشي على وجهه ليعلم من أول أنه أهل للإهانة ويكون أسود الوجه أزرق العينين في منتهى العطش في يوم مقداره خمسين ألف سنة ليس بينه وبين الشمس إلا مقدار ميل إذا ذاك يقف ذاهل العقل شاخص البصر لا يرتد إليه طرفه وفؤاده هواه ويعطى كتابه بشماله أو من وراء ظهره فيتمنى أنه لم يعطه.

ثم يؤمر به إلى النار ويسلك في سلسلة ذرعها سبعون ذراعًا وبعد دخولها لا يخرج أبدًا ولا يزيده إلا عذابًا إذا استغاث من العطش يغاث بماء كالمهل يشوي الوجوه ويذيب الأمعاء والجلود تحيط به جهنم من كل ناحية وكلما نضج جلده بدل غيره.

وله مقامع من حديد، كل هذا العذاب يعانيه ولا يموت ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ كما قال تعالى: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [الأعلى: ١٣] . وسواء صبر أو لم يصبر هو خالد في هذا العذاب خلودًا لا نهاية له هذا أقصى عذاب يتصور لأنه جزاء أقصى جريمة هي الكفر بالله هذا عذاب مجرد تصوره يطيش العقول ويذهل النفوس ويفتت الأكباد فاستعذ بالله منه أيها المؤمن واسأل الله التثبيت على الإسلام وحسن الاعتقاد.

شعرًا:

إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ ... خَلَوْتُ وَلَكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيْبُ

وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ يَغْفَلُ سَاعَةً ... وَلا أَنَّ مَا يَخْفَى عَلَيْهِ يَغِيْبُ

لَهَوْنَا لَعَمْرُ اللهِ حَتَّى تَتَابَعَتْ ... ذُنُوبٌ عَلَى آثَارِهِنَّ ذُنُوْبُ

فَيَا لَيْتَ أَنَّ اللهَ يَغْفِرُ مَا مَضَى ... وَيَأْذَنَ في تَوْبَاتِنَا فَنَتُوْبُ

أَقُوْلُ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيَّ مَذَاهِبِيْ ... وَحَلَّ بِقَلْبِيْ لِلْهُمُومِ نُدُوْبُ

لِطُوْلِ جِنَايَاتِيْ وَعُظْمِ خَطِيْئَتِيْ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>