للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ليطردوا عن أنفسهم أضداد هذه الأفعال وسائر الهموم.

وفي كل ما ذكرنا لمن تدبره هموم حادثة لا بد لها من عوارض تعرض في خلالها وتعذر ما يتعذر منها.

وقال رحمه الله: وجدت العمل للآخرة سالمًا من كل عيب خالصًا من كل كدر موصلاً إلى طرد الهم على الحقيقة.

ووجدت العامل للآخرة إن امتحن بمكروه في تلك السبيل لم يهتم بل يسر.

إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال به عون على ما يطلب وزائد في الغرض الذي إياه يقصد.

ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائق لم يهتم إذ ليس مؤاخذًا بذلك فهو غير مؤثر فيما يطلب ورأيته إن قصد بالأذى سر.

وإن نكبته نكبة سر وإن تعب فيما سلك فيه سر فهو في سرور متصل أبدًا وغيره بخلاف ذلك أبدًا.

وقال رحمه الله تعالى: ولو تدبر العالم في مرور ساعاته ماذا كفاه العلم من الذل بتسليط الجهال.

ومن الهم بمغيب الحقائق عنه ومن الغبطة بما قد بان له وجهه من الأمور الخفية عن غيره.

لزاد حمدًا وشكرًا وذكرًا لله عز وجل وغبطة بما لديه من العلم ورغبة في المزيد منه.

أَجَلَّ العلوم ما قربك إلى خالقك جل وعلا وما أعانك على الوصول إلى رضاه.

العلوم الغامضة كالدواء القوي يصلح الأجساد القوية ويهلك الأجساد

<<  <  ج: ص:  >  >>