للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويبتدؤ بها أوصاف المؤمنين ويختم بها فيقول سبحانه وتعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ٢] . الآيات إلى قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} [المعارج: ٣٤] .

ويؤكد المحافظة عليها حضرًا وسفرًا وفي الأمن والخوف والسلم والحرب {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً} [البقرة: ٢٣٩] .

وأخبر جل وعلا عمن أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات أن عاقبة أعمالهم وسوء مآلهم شر وخسران فقال: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} [مريم: ٥٩] .

وجعلها النبي - صلى الله عليه وسلم - الشعار الفاصل بين المسلم والكافر فقال بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة وقال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وفي الحديث الآخر من ترك الصلاة متعمدًا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من فاتته صلاة فكأنما وتر أهله وماله» .

ومما يدل على عظم شأن الصلاة مع ما تقدم اهتمام المسلمين بتوجيه المحتضر وهو في سكرات الموت إلى القبلة وكذلك وضعه في قبره متجهًا إلى القبلة وما ذاك إلا لأنها الجهة التي يتجه إليها كلما أراد أن يتعرف إلى ربه ويدعوه ويجدد الصلة بينه وبين ربه في الصلاة.

عَلَى الصَّلَواتِ الخَمْسِ حَافظْ فَإِنَّهَا ... لآكَدُ مَفْرُوضِ عَلَى كُلِّ مُهْتَدِ

فَلا رُخْصَةِ في تَرْكِهَا لِمُكَلَّفِ ... وَأَوْلَ مَا عَنْه يُحَاسَبُ في غدِ

بِإِهْمَالِها يَسْتَوجِبُ المَرَءُ قَرْنَهُ ... بِفرعونَ مَعْ هَامانَ في شَرِّ مَوْرِدِ

وَمَا زَالَ يُوصِي بِالصَّلاة نَبِيُّنَا ... لَدَى الموتِ حَتَّى كَلَّ عن نُطْقِ مِذْوَدِ

والله أعلم وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>