للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والقذف وغير ذلك فهذه كبائر ظاهرة وتلك كبائر باطنة. وكلاهما ضرر.

قال: فمن انطوى على شيءٍ من الكبائر الباطنية ولم يتب حبط عمله بدليل «لا يدخل الجنة من كان في قبله مثقال ذرة من كبر» وجاء: «إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» ، وجاء بقول الله تعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً فأشرك معي فيه غيري تركته وشركه» ، وقال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} .

فمتى تنقى القلب من مثل هذه الخبائث والرذائل طهر وسكنت فيه الرحمة في مكان البغض والتواضع في مقابلة الكبر والنصيحة في مقابلة الغش والإخلاص في مقابلة الرياء ورؤية المنة في مقابلة العجب ورؤية النفس فعند ذلك تزكوا الأعمال وتصعد إلى الله تعالى ويطهر القلب ويبقى محلاً لنظر الحق بمشيئة الله ومعونته فهذا أحد شطري الدين وهو رعاية الجوارح السبعة عن المآثم والمحارم وإنما تصلح وتطهر برعاية القلب وطهارته من الموبقات والجرائم ومعنى الموبقات المُهلكات اهـ.

وقال ابن القيم رحمه الله: والقلوب ثلاثة، قلبٌ خالٍ من الإيمان وجميع الخير فذلك قلبٌ مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتاً ووطناً وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن، القلب الثاني: قلب استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومجالات ومطالع فالحرب دولٌ وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه أكثر ومنهم من هو تارةٌ وتارة.

القلب الثالث: قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>