إن استغاث يغاث بماء كالمهل يشوي الوجوه ويذيب الأمعاء ويحرق الجلود تحيط به النار من كل جهاته لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش كلما نضج جلده بدل جلدا غيره.
وكلما أراد أن يخرج منها قمع بمقامع من حديد كل هذا العذاب يعانيه ولا يموت {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} لا يموت فيها ولا يحيا وسواء صبر أم لم يصبر هو خالد في جهنم خلودا لا انتهاء له أبدا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بفرس يجعل كل خطو منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام.
فأتى على قومٍ يزرعون في يوم ويحصدون قي يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء المجاهدون قي سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه.
ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة.
ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم ورضف جهنم قال ما هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها قال يا جبريل ما هذا؟ قال هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس