للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ستسكنون في مسكن ثلاث أذرع فقط ويسد عليكم فيه لا تخرجون منه إلا مع الناس {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج٤٣]

شعرًا:

تَبْنِي المَنَازْلَ أَعمارٌ مُهَدَّمةٌ ... مِن الزَّمَانِ بِأنفاسٍ وَساعاتِي

آخر:

أَمَّا بُيوتُكَ في الدُّنْيَا فَوَاسِعَةٌ ... فَلَيْتَ قَبْرَكَ بَعد الموتِ يَتْسِعُ

كانوا إذا سمعوا الموعظة، أو مروا بحدّاد يوقد نارًا، صعقوا وربما مكثوا بلا وعي، أيامًا، أو أشهرًا متتاليات، وقد سمعت بأناس قتلتهم المواعظ أما نحن فتتلى علينا الآيات من كتاب الله ولا كأنها مرت على قلوبنا من الانهماك بالدنيا والغفلة أصبحت لا تؤثر فيها العظات.

كانوا يتعاونون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويلتفون كتلة واحدة ويأخذون على يد السفيه أما نحن فنثبط ونقول لمن يريد المساعدة ما أنت بملزم اتركهم.

كانوا ينصحون أهل المعاصي، ويهجرونهم، إذا أصروا على المعاصي ولو كانوا ممن لهم منزلة ومكانة في قلوب كثير من أهل الدنيا وكانوا لا تأخذهم في الله لومة لائم وهممهم عالية وأنفسهم رفيعة لا يخشون إلا الله لا يتملقون ولا يداهنون ولا يخضعون إلا لله قال بعضهم:

قَالُوا نَرَى نَفَرًا عِنْدَ المُلُوكِ سَمَوْا ... وَمَا لَهُمْ هِمَّةٌ تَسْمُوا وَلا وَرَعُ

وَأَنْتَ ذُو هِمَّةٍ في الفَضْلِ عَالِيةٍ ... فَلِمْ ظَمِئْتَ وَهُم في الجَاهِ قَدْ كَرَعُوْا

<<  <  ج: ص:  >  >>