آه على أوقات تمضي في السكر وشرب أبي الخبائث الدخان.
آه على أوقات تقتل في ذكر الحوادث والأمور الماضيات التي لا تعود عليهم بنفع بل ربما عادت بالضرر والنكبات.
آه على أوقات تذهب سدى في النوم والغفلات.
آه على أموال تنفق فيما يغضب فاطر الأرض والسموات.
آه على ألسنة لا تفتر عن الكلام فيما يضر ولم تستبدله بتمجيد وتسبيح وتكبير وتهليل بديع الأرض والسموات.
آه على أفكار وأذهان مصروفة ومشتغلة طول ليلها ونهارها فيما في الدنيا من متاع وعقارات ولم تفكر وتلتفت وتستعد إلى ما في أمامها من أهوال وشدائد وعقبات وما في الآخرة لمن أطاع الله من أنهار وثمار وحور حسان طاهرات.
تالله لقد فسدت أمزجة أكثر الناس حتى أثر فسادها على الأفهام لذلك رجحوا فانيًا مكدرًا منغصًا على باق ضمن صفوه مولي الإنعام وها هم أولاء كما ترى لا هم لهم ولا عمل إلا للدنيا وما لها من حطام قال تعالى:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[الأعلى: ١٧]
عباد الله أما سمعتم قول نبيكم - صلى الله عليه وسلم -: «أبشروا وأملوا ما يسركم فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم» . رواه البخاري ومسلم وختامًا: