للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عمله ويا ليت شعري من المطرود فنعزيه بسوء عمله، فيا أيها المقبول هنيئًا لك بثواب الله عز وجل ورضوانه ورحمته وغفرانه وقبوله وإحسانه وعفوه وامتنانه.

ويا أيها المطرود بإصراره، وطغيانه وظلمه وغفلته وخسرانه وتماديه في عصيانه، لقد عظمت مصيبتك وخسرت تجارتك، وطالت ندامتك، فيا لها من خسارة لا تشبهها خسارة، لله در أقوام حرسوا بالتقى أوقاتهم، وتدرعوا دروع المراقبة في صبرهم وجمعوا بين الصدق والإخلاص في ذكرهم، صبروا باليقين على ظمأ الهواجر، وبسطوا أقدامهم على بساط الدياجر وعملوا ليوم فيه القلوب لدي الحناجر.

أقبلوا على خدمة ربهم إقبال عالم، وما سلكوا إلا الطريق السالم تذكروا ذنوبهم القدائم، فجددوا التوبة بصدق العزائم، وعدوا التقصير من العظائم، وبذلوا المهج الكرائم، فإذا جن الليل فساجد وقائم، ولا يخافون في الله لومة لائم، أين أنت وهم؟ فهل ترى الساهر كالنائم؟ كلا، ولا المفطر كالصائم.

قال ابن القيم رحمه الله من أراد الله به خيرًا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللجوء إلى الله تعالى والافتقار إليه ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده. فالعارف: سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين لا يمكنه أن يسير إلا بهما فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل وهذا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله عنه سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم

<<  <  ج: ص:  >  >>