للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حسن الخُلُق» .

وهذا يدل على أن حسن الخلق ركن الإسلام العظيم الذي لا قيام للدين بدونه كالوقوف بعرفات بالنسبة للحج فقد جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الحج عرفة» أي إنه ركن الحج العظيم الذي لا يكون الحج إلا به الوقوف بعرفات.

ومما يدل على أن للأخلاق مكانة عظيمة أن المؤمنين يتفاضلون في الإيمان وأن أفضلهم فيه أحسنهم خلقًا جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث أنه قال لما قيل له يا رسول الله أي المؤمنين أفضل إيمانًا قال: «أحسنهم خلقًا» .

ومن ذلك أن المؤمنين يتفاوتون في الظفر بحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرب منه يوم القيامة وأكثرهم ظفرًا بحبه والقرب منه الذين حسنت أخلاقهم جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا» .

ومن ذلك أن حسن الخلق أمر لازم وشرط لا بد منه للنجاة من النار والفوز بالجنة وأن إهمال هذا الشرط لا يغني عنه الصلاة والصيام جاء في الحديث أن أحد المسلمين قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخُلُق تؤذي جيرانها بلسانها قال: «لا خير فيها هي في النار» .

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه بأن يحسن خُلُقهُ وهو أحسن الناس خُلُقًا وكان يقول في دعائه: «اللهم حسنت خَلْقي فحسن خُلُقي» ويقول: «اللهم أهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت» ومعلوم أنه لا يدعو إلا بما يحبه الله ويقربه منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>