للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشمس بك إلى نهاية أجلك وما أغفلك عن عملها فيك.

وما نريد بأوحال حياتك إلا متابعة شهواتك عند بلوغ الحلم فإن لطور الشبوبية أوحال مهلكة وهي الشهوات البهيمية التي تضطر الشباب الذي غلبت شهوته عقله إلى مغازلة الغانيات ومعانقة الملاهي وتعاطي المحرمات فيصير في أوحال تناسبه.

وما من أحد يستطيع تجنب تلك الأوحال إلا الذي وفقه الله فتباعد عن ظلمات الزيغ وتنور بنور العلم الديني الذي علمه العليم الخبير لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وأمره بتعليمه للناس لأنه جل شأنه هو الحكيم العليم الذي علم الداء ودبر الدواء قال تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: ١٤] . انتهى بتصرف يسير.

شعرًا:

مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ ... يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ

قَدْ كُوِّرَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَأُضْعِفَتْ ... حَرًّا عَلَى رُءُوسِ العِبَادِ تَفُوْرُ

وَإِذَا الجِبَالُ تَعَلَّقَتْ بِأَصُولِهَا ... فَرَأَيْتَهَا مِثْلَ السَّحَابِ تَسِيْرُ

وَإِذَا النُّجُومُ تَسَاقََطَتْ وَتَنَاثَرَتْ ... وَتَبَدَّلَتْ بَعْدَ الضِّيَاءِ كُدُوْرُ

وَإِذَا العِشَارُ تَعَطَّلَتْ عَنْ أَهْلِهَا ... خَلَتِ الدِّيَارُ فَمََا بِهَا مَعْمُوْرُ

وَإِذَا الوُحُوشُ لَدَى القِيَامَةِ أُحْضِرَتْ ... وَتَقُوْلُ لِلأمْلاكِ أَيْنَ نَسِيْرُ

فَيُقَالُ سِيْرُوا تَشْهَدُوْنَ فَضَائِحًا ... وَعَجَائِبًا قَدْ أُحْضِرَتْ وَأُمُوْرُ

وَإِذَا الجَنِيْنُ بِأُمِّهِ مُتَعَلِّقٌ ... خَوْفَ الحِسابِ وَقَلْبَهُ مَذْعُوْرُ

هَذَا بِلا ذَنْبٍ يَخَافُ لِهَولِهِ ... كَيْفَ المُقِيْمُ عَلَى الذُّنُوْبِ دُهُوْرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>