للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بالفعل أقوى بكثير من الأقوال المجردة من الأفعال.

وفي المسند وغيره من حديث عروة عن عائشة قالت دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد حفزه النفس فعرفت في وجهه أن قد حفزه شيء، فما تكلم حتى توضأ وخرج فلصقت بالحجرة، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال أيها الناس إن الله عز وجل يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوني فلا أجيبكم، وتستنصروني فلا أنصركم، وتسألوني فلا أعطيكم.

وقال العمري الزاهد إن من غفلتك عن نفسك وإعراضك عن الله أن ترى ما يسخط الله فتجاوزه، ولا تنهى عنه، خوفًا ممن لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، قلت وما أكثر المدلسين الساكتين الذين يمرون بالجالسين أمام التلفزيون وعند المذياع والكورة بل ولا يأمرونهم بالتي هي أحسن ويمرون بأولادهم في فرشهم ولا يوقظونهم للصلاة وكأن أمرهم أمر مباح إن شاء أنكر وإن شاء ترك وقال من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة من المخلوقين نزعت منه الطاعة، ولو أمر ولده أو بعض مواليه لا استخف بحقه.

وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب: توشك القرى أن تخرب وهي عامرة قيل وكيف تخرب وهي عامرة، قال إذا علا فجارها أبرارها وساد القبيلة منافقوها قلت ومما يؤيد ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا} [الإسراء: ١٦] .

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين اللهم وعافنا من محن الزمان وعوارض الفتن فإنا ضعفاء، عن حملها وإن كنا من أهلها فعافيتك

<<  <  ج: ص:  >  >>