للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المتقون، وكيف خاب وخسر المبطلون المفرطون فيا ليت شعري على أي شيء تطوى صحائف الأعمال أعلى أعمال صالحة وتوبة نصوح تُمحى بها الآثام، أم على ضدها فليتب الجاني إلى ربه، فالعمل بالختام. فاتقوا الله عباد الله واستدركوا عمرًا ضيعتم أوله، فإن بقية عمر المؤمن لا قيمة له. فرحم الله عبدًا اغتنم أيام القوة والشباب، وأسرع بالتوبة والإنابة قبل طي الكتاب، وأخذ نصيبًا من الباقيات الصالحات، قبل أن يتمنى ساعة واحدة من ساعات الحياة. أين من كان قبلكم في الأوقات الماضية، أما وافتهم المنايا وقضت عليهم القاضية، أين آباؤنا وأين أمهاتنا أين أقاربنا، وأين جيراننا أين معارفنا وأين أصدقاؤنا. رحلوا إلى القبور وقل والله بعدهم بقاؤنا. هذه دورهم فيها سواهم، هذا صديقهم قد نسيهم وجفاهم. أخبارهم السالفة تزعج الألباب، وادِّكارهم يصدع قلوب الأحباب. وأحوالهم عبرة للمعتبرين. فتأملوا أحوال الراحلين، واتعظوا بالأمم الماضين، علل القلب القاسي يلين. وانظروا لأنفسكم ما دمتم في زمن الإمهال، واغتنموا في حياتكم صالح الأعمال، قبل أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، فيقال هيهات فات زمن الإمكان، وحصل الإنسان على عمله من خير أو عصيان. فنسألك اللهم يا كريم يا منان، أن تختم أعمالنا بالعفو والغفران، والرحمة والجود والامتنان، وأن تجعل وقتنا مباركًا حميدًا، وترزقنا فيه رزقًا واسعًا وتوفيقًا وتسديدًا. الله اختم بالصالحات أعمالنا، وأصلح لنا جميع أحوالنا.

اللهم يا من عم البرية جوده وإنعامه نسألك أن تتفضل علينا بعفوك وغفرانك، وجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>