للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حلول قبرك واغتنم أيام حياتك قبل أوان وفاتك فإن العمر بالسنين ينهب والأجل بمرور الليل والنهار يذهب أين من أمل أن يرى هذا العام ويشاهد هذه الأيام.

ذهبوا والله سراعًا لدار البقاء وسلبهم مرير الموت لذيذ العيش فما وقى ولا نفع عنهم ما ادخر من المال واقتنى ونودي مطمئنهم فأسرع وما ونى وأصبح عاصيهم أسير الغني وبقي مجرمهم رهين ما جني وهذا أمر يبعده الأمل عليك وهو والله قد دنا.

فإلى متى أيها الغافل تشتغل بفنون تعليلك وأنت في قرب نقلتك ورحيلك أما الأيام والليالي تسرع بك إلى مصيرك فبادر عمرك فإنه ينتهب في بكورك وأصيلك أين الذي طلبه الموت فأعجزه وأين الذي تحصن في قصره المشيد فما أخرجه وأبرزه وأي متكثر بالجنود والأعوان ما وحده وأي متعزز بالعشائر والقبائل ما أفرده.

أما أخذ الآباء والأجداد أما سلب الشباب والأولاد أما ملأ القبور والألحاد أما حال بين المريد والمراد أما فرق بين الأحبة وقطع الوداد أما أرمل النساء وأيتم الأولاد أما تتبع قوم تبع وعاد على عاد.

فاحذر يا مسكين أن يأتيك وأنت على الفساد يا قليل التفكر في مصيره ومآله يا مستأنسًا بداره مغترًا بماله يا ناسيًا عيبه معرضًا عن إصلاح حاله يا من سيطول سفره ولم يتزود لارتحاله يا حاملاً لوزره راضيًا بأثقاله أسفًا لك لم تتزود غير الكفن إلى قبرك ولم يصحبك ما اعتمدته من عزك وكثرك.

وأصبحت أسيرًا بعد نهيك وأمرك. وقدمت على ضياع أيامك

<<  <  ج: ص:  >  >>