للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

علمت أنها تقصر من عمرك القصير فانتبه يا مسكين فالدنيا أضغاث أحلام ودار فناء لا تصلح للمقام.

فكأنك بها وقد خسف بدرها المنير واغتنم في شهرك هذا بصالح الأعمال وأكثر فيه من الصوم وأخلصوا النية في الأقوال والأفعال واحذر من التخليط فإن الناقد بصير ورافق إخوان الإخلاص والتقى والصفا وفارق أعوان الغفلة والشقاء.

وتخلق بأحسن الأخلاق في كل كبير وصغير ولا تركن إلى دار متاعها غرور وغاية أمرها الوبال وسرورها شرور ونهاية نعيمها الزوال فما صفا لأحد منها وقت إلا اتصل به التكدير.

أين من أنس بها ونسي انتقاله إلى دار البقاء وأين من عمر القصور وجمع الأموال وفي عزه ارتقى تقلبت بهم أحوال الأهوال فأصبحوا تحت الثرى والحفير وقريبًا ترحلون عن المنازل كما رحلوا ووشيكًا تحملون إلى المقابر كما حملوا.

فإما إلى روضة من رياض الجنة وإما إلى حفرة من السعير أهّلني الله وإياكم لاجتلاء غرائس هدايته وطاعته ووفقنا للقيام بامتثال أوامره واجتناء ثمرات مرضاته، إن أعظم ما اتعظ به أولوا الألباب وأبلغ ما اهتدى به حكيم أواب كلام الله الذي من اعتصم به ما خاب والله تعالى يقول وبقوله يهتدي المهتدون {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: ٢٠٤] .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ

<<  <  ج: ص:  >  >>