للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قصر عن وصفه الواصفون، مقصورات في خيام اللؤلؤ والزبر جد عن رؤية العيون، يتمتع أهلها في كرم الرب الرحيم، وينظرون بأبصارهم إلى وجهه الكريم. فإذا رأوا ربهم تعالى نسوا ما هم فيه من النعيم، ينادي المنادي في أرجاء الجنة مبشرًا لأهلها بدوام النعيم سرمدًا، إن لكم إن لكم إن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، إن لكم أن تنعموا فلا تيأسوا أبدًا، وإن لكم أن يحل الكريم عليكم رضوانه فلا يسخط عليكم أبدًا يتزاور فيها الأصحاب والأقارب والأحباب ويجتمعون في ظلها الظليل، ويتعاطون فيها كؤوس الرحيق والتسنيم والسلسبيل، ويتنادمون بأطيب الأحاديث متحدثين بنعم المولى الجليل، قد نزع من قلوبهم الغل والهم والأحزان، وتوالت عليهم المسرات والخيرات والكرم والإحسان، لمثل هذه الدار فيعمل العاملون، وفي أعمالها الموصلة إليها فليتنافس المتنافسون، فوا عجبًا كيف نام طالبها، وكيف لم يسمح بمهرها خاطبها وكيف طاب القرار في هذه الدار بعد سماع أخبارها، وكيف قر للمشتاقين القرار دون معانقة أبكارها طريقها يسر على من يسره الله عليه، وهو امتثال الأوامر واجتناب النواهي والتوبة والإنابة إليه.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل واعتقاد ونعوذ بك من النار وما يقربنا إليها من قول وعمل واعتقاد إنك أنت الكريم الجواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>