للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ينظرن إليك، مقبلات قد ملئن منك فرحًا وسرورًا.

وتخيل نفسك بسرور قلبك وفرحه، وقد رمقتهن على حسن وجوههن، وغنج أعينهن.

فلما قابلت وجوههن حار طرفك، وهاج قلبك بالسرور، فبقيت كالمبهوت الذاهل من عظيم ما هاج في قلبك من سرور ما رأت عيناك، وسكنت إليه نفسك.

فبينما أنت ترفل إليهن، إذ دنوت من أبواب الخيام، فأسرعن مبادرات قد استخفهن العشق، مسرعات يتثنين من نعيم الأبدان، ويتهادين من كمال الأجسام.

ثم نادتك كل واحدة منهن: يا حبيبي ما أبطأك علينا؟ فأجبتها بأن قلت: يا حبيبة ما زال الله عز وجل يوقفني على ذنب كذا وكذا حتى خشيت أن لا أصل إليكن.

فمشين نحوك في السندس والحرير، يثرن المسك، وشوقًا وعشقًا لك.

فأول من تقدمت منهن مدت إليك بنانها ومعصمها وخاتمها وضمتك إلى نحرها فانثنيت عليها بكفك وساعدك حتى وضعته على قلائدها من حلقها، ثم ضممتها إليك وضمتك إليها.

فتوهم نعيم بدنها لما ضمتك إليها كاد أن يداخل بدنك بدنها من لينه ونعيمه.

فتوهم ما باشر صدرك من حسن نهودها، ولذة معانقتها ثم شممت طيب عوارضها، فذهب قلبك من كل شيء سواها حتى غرق في السرور، وامتلأ فرحًا، لما وصل إلى روحك من طيب مسيسها، ولذة روائح عوارضها.

فلما استمكنت خفة السرور من قلبك، وعمت لذة الفرح جميع بدنك،

<<  <  ج: ص:  >  >>