للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نعتًا ووصفًا من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، فتحت منها الأبواب، وزخرفت للمتقين فيها القباب، وغردت الأطيار، واطردت الأنهار. وأصبح، أهلها في روضة يحبرون، على الأرائك ينظرون، لمثل هذا فليعمل العاملون.

فيا أهل العقول تدبروا القرآن ببصائر الإيمان، واشتروا الأمان بمرضاة الرحمن، وتقربوا بالصالحات إلى الجنان تفوزوا بالقبول والغفران، وامحوا سوابق العصيان بلواحق الإحسان، وتخلصوا عن الهوان واندبوا أعمالاً ماضية، ونفوسًا عاتية طاغية، ألا آذان واعية ألا أقدام في طاعة الله ساعية، ألا نفوس لحقوق الله مراعية، ألا قلوب إلى قبول المواعظ داعية، قبل هجوم الداهية، يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية، جعلني الله وإياكم من الفائزين، وأدخلنا برحمته في عباده الصالحين. إن أحسن الكلام كلام الملك العلام والله يقول وقوله الحق المبين: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: ٩٨] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: ٣٠] .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم منه بالآيات والذكر الحكيم، وأجارني وإياكم من العذاب الأليم، وثبتني وإياكم على الصراط المستقيم،

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين، إنه هو الغفور الرحيم فاستغفروه.

<<  <  ج: ص:  >  >>