إلهًا، أحمده سبحانه حمد من ارتقى من رتب الإخلاص إلى أعلاها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من طهر نفسه من درن الشرك وزكاها، وكفر بما يعبد من دون الله ولم يجعل له أندادًا ولا أشباها، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بأحسن الطرائق وأسناها، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابه الذين قاموا بملة الإسلام وحموا حماها، وعضوا بالنواجذ على سنته وتمسكوا بعراها، وجاهدوا في الله حق جهاده حتى بلغت دعوتهم أقصى المشارق والمغارب وأدناها، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد أيها الناس اتقوا الله تعالى عباد الله كم تسمعون الذكرى ولا تذكرون. وتوعظون ولا تتعظون، وتنبهون من سنة الغفلة ولا تنتبهون، كأنكم بهذا الحديث مكذبون، أو كأنكم على الله لا تعرضون {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}[الأنبياء: ٢] . عباد الله أتظنون هذا الإمهال إهمالاً، أم تحسبون أن هذا الإملاء إغفالاً، {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}[الزخرف: ٨٠] . فعليكم عباد الله بالفقه في الدين، وإتباع سبيل المؤمنين {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً}[النساء: ١١٥] . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ