للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تكدروا ما صفا لكم فيه من الأوقات والأحوال ولا تغيروا ما عَذَب لكم فيه من لذة المناجاة والإقبال.

فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فكذلك السيئات يبطلن صالح الأعمال وإن علامة قبول الحسنة عمل الحسنة بعدها على التوال وإن علامة ردها أن تتبع بقبيح الأفعال.

وقد قيل: ذنب بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها على الفعال ولا تغتروا بدار الغرور فإنها قبل إشعارك أن التقصير والزلل من شعارك، وكن لمعاصي الله أول تارك قبل أن يصول عليك الزمان وتعجز عن أخذ ثأرك واجهد في اعتدال اعوجاجك وأوزارك ما دام الاستدراك طوع اقتدارك وابك يا مسكين لما بك وتزود بالعمل الصالح ليوم مآبك وتأهب لسيف المنون فقد علق الشبايك وقد بذلت لك النصح وأنت باختيارك فإن شئت فاترك ما أنت فيه وإن شئت استمر في تبارك.

فقد ورد في صحيح المقال عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني» من الله علي وعليكم بالخشية والمتاب ولطف بنا عند الممات ويوم الحشر والحساب.

إن أعظم الكلام منزلة ورتبة كلام من أرسل محمد وافترض على الخلق حبه والله تعالى يقول وبقوله يهتدي المهتدون {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: ٢٠٤] .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>