للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حزينًا باكيًا.

جاور جيرانًا لا يتزاورون وآخى إخوانًا لا يتعاشرون فسيروا بقلوبكم إلى الفلوات ترون أهليكم وغيرهم في القبور الموحشات فقد كانوا قبلكم يتفاخرون في الملابس الفاخرات ولربما أن منهم من اشتغل بالدنيا وأهمل نفسه من الأعمال الصالحات.

فأمضى عليهم القدر حكمه وأدار عليهم الموت سهمه وأناخ بهم الحدثان ولم يبق منهم إلا كان فلان وكان أبادهم الملك الجبار وكانوا عبرة من العبر وخبرًا من الأخبار.

قد نسيهم أولادهم واشتغلت بغيرهم نساؤهم واقتسمت أموالهم فلم يبق لهم أنيس ولا جليس إلا أعمالهم رحلوا من الدور العامرة والقصور وأسكنوا بيت الوحشة والظلمة أسافل القبور وأنتم إلى ما صاروا إليه صائرون وبالكأس الذي شربوا منها شاربون وستزار قبوركم كما أنتم لقبورهم زائرون ثم من الأجداث إلى ربكم تنسلون وبين يديه توقفون وعما قدمتم مسئولون وبأعمالكم مجزيون.

أفبهذا أيها المؤمنون تمترون فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون فأيقظوا أنفسكم من سنة الغفلة واجتهدوا ما دمتم في زمن المهلة وعاملوا الله إذا عاملتموه لن تضيعوا واتقوا الله واسمعوا وأطيعوا وأنيبوا إلى ربكم ولأسلموا له ولكم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ومن جاء من طريق فالسنة أن يرجع من طريق أخرى وصوموا بعد هذا اليوم ستة أيام من هذا الشهر يكتب لكم بذلك صيام الدهر وابتهلوا في الدعاء في هذا اليوم معشر الإخوان وبالتضرع في هذه الساعة إلى المولى الكريم الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>