من أن يطمئن إلى هذه الحياة أو يركن إلى دنياه وقد امتلأت المقابر بالمأمور والآمر، فيا من بماله وولده يفاخر، ويا من بملكه يباهي وبعلمه يناظر، ويا مترفعًا عن التراب الثائر أن يمس جسمك أو ثوبك النظيف الطاهر، كيف بك إذا دس أنفك بالتراب وعافتك العشائر وفارقك الأنيس والصاحب والجليس، ولم يبق معك إلا عملك فأنت الرابح أو الخاسر، فالله يمن علينا بحسن الختام، ويتوفانا جميعًا على ملة الإسلام ويقبل العاثر، ونسأله عز وجل أن يرزقنا التقوى وأن يوفقنا للحسنى وهو الكريم القادر {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[الليل: ١٠] .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كفى بالموت واعظًا، وكفى باليقين غنى» وجلس - صلى الله عليه وسلم - على شفير قبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال:«يا إخواني لمثل هذا فأعدوا» . وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا» . وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه» .
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا» .