للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويروى مرفوعًا: «إن كل آدب يحب أن تؤتى مأدبته وإن مأدبة الله هي القرآن» .

ومن شأن الجسد إذا كان جائعًا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر ... فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض عنه من غيره –بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه به ويكمل إسلامه. ولهذا تجد من أكثر من سماع الأغاني تنقص رغبته في سماع القرآن حتى ربما يكرهه. ومن أكثر من السفر إلى زيارة المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت المحرم في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة. ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع. ومن أدمن على قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام –ونظائر هذا كثيرة.

ولهذا جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما ابتدع قوم بدعة إلا نزع الله عنهم من السنة مثلها» رواه الإمام أحمد –إلى أن قال: فالمشابهة والمشاكلة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي ... والمشاركة في الهدى الظاهر توجب أيضًا مناسبة وائتلافًا وإن بعد المكان والزمان ... فمشابهتهم في أعيادهم ولو بالقليل هي سبب لنوع ما من اكتساب أخلا قهم التي هي ملعونة.

وقال رحمه الله على قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من تشبه بقوم فهو منهم» . وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم. وإن كان ظاهره يقتضي كفر

<<  <  ج: ص:  >  >>