للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العلي العظيم.

أيها المسلمون: إن خطر السفر إلى بلاد الكفار عظيم وضرره جسيم وإن من سافر إلى تلك البلاد من غير ضرورة. بل بدافع الهوى وميل النفس الأمارة بالسوء. واقتداء بمن لا يصلحون للقدوة فهذا حري أن يعاقب وأن يصاب في دينه. وبعض الناس يرسل أولاده الصغار أو بعضهم أو يسمح بابتعاثهم إلى بلاد الكفار ليتعلموا اللغة أو غيرها هناك دون تفكير في العواقب ولا تقدير للنتائج ودون خوف من الله الذي حمله مسئولية هؤلاء الأولاد. وإذا كان الأولاد الصغار على خطر وهم في بلادنا وبين المسلمين فكيف إذا أرسلوا إلى بلاد كافرة منحلة وعاشوا في أوكار الفساد. ومواطن الإلحاد. إن الشاب من أولادنا المبتعثين يغمس في وسط عائلة كافرة ليعيش معهم طيلة بقائه هناك. فماذا تتصورون من شاب غريب في وسطٍ كافرٍ منحل ماذا سيبقى معه من الدين والخلق. فاتقوا الله في أولادكم لا تهلكوهم بحجة أنهم سيتعلمون. إن التعلم ميسور هنا. فاللغة يمكن تعلمها هنا بدون مخاطرة. وبقية التخصصات لا يبتعث لها إلا من كبار السن ومن الذين رسخت عقيدتهم وقويت عقليتهم. مع الرقابة الشديدة عليهم. فالدين رأس المال. وماذا بعد ذهاب الدين. واتقوا الله أيها المسلمون وأشكروه على ما أعطاكم من النعم العظيمة التي أجلها نعمة الإسلام فلا تعرضوا هذا النعمة للزوال. حافظوا على دينكم الذي هو عصمة أمركم {وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: ٨] .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَلَا تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} [هود: ١١٣] .

<<  <  ج: ص:  >  >>