للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وصار مقيد الجوارح عن الطاعة، من قلبه في كل واد شعبة، ومن عمره لكل شغل حصة.

فاستعذ بالله من فضول الأعمال والهموم فكل ما شغل العبد عن الرب فهو مشئوم، ومن فاته رضى مولاه فهو محروم، كل العافية في الذكر والطاعة، وكل البلاء في الغفلة والمخالفة، وكل الشفاء في الإنابة والتوبة، وانظر أو أن طبيبًا نصرانيًا نهاك عن شرب الماء البارد لأجل مرض في جسدك لأطعته في ترك ما نهاك عنه، وأنت تعلم أن الطبيب قد يصدق وقد يكذب وقد يصيب وقد يخطئ وقد ينصح وقد يغش، فما بالك لا تترك ما نهاك عنه أنصح الناصحين وأصدق القائلين وأوفى الواعدين لأجل مرض القلب الذي إذا لم تشف منه فأنت من أهلك الهالكين.

تَْغِي الوُصُولَ بِسَيْرَ فِيه تَقْصِيْرُ ... لَا شَكَّ أَنَّكَ فِيْمَا رُمْتَ مَغْرِوْرُ

قَدْ سَارَ قَبْلَكَ أَبْطَالُ فَمَا وَصَلُوا ... هَذا وَفِي سَيْرِهِم جِدٌ وَتَشْمِيْرُ

يَا مُدَّعِي الْحُبَّ فِي شَرْعِ الغَرامِ وَقَد ... أَقَامَ بَيِّنَةً لَكِنَّهَا زُوْرُ

أَفْنَيْتَ عُمْرَكَ فِي لَهْوٍ وَفِي لَعِبٍ ... هَذَا وَأَنْتَ بَعِيْدُ الدَّارِ مَهْجُوْرُ

لَوْ كَانَ قَلْبُكَ حَيًّا ذُبْتَ مِن كَمَدٍ ... مَا لِلْجِرَاحِ بِجِسْمِ الْمَيْتِ تَأْثِيْرُ

وقال ابن القيم رحمه الله إن الذي يحسم مادة رجاء المخلوقين من قلبك هو الرضى بحكم الله عز وجل وقسمه لك.

فمن رضي بحكم الله وقسمه لم يبق لرجاء الخلق في قلبه موضع.

والذي يحسم مادة الخوف هو التسليم لله فإن من سلم لله واستسلم له وعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه.

وما أخطأه لم يكن ليصيبه وعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له لم يبق

<<  <  ج: ص:  >  >>