للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبوط الحسنات كلها بالردة والسيئات كلها بالتوبة، والخاص حبوط السيئات والحسنات بعضها ببعض، وهذا حبوط مقيد جزئي.

٦٢) وأولياء الله هم المؤمنون المتقون، وكراماتهم ثمرة إيمانهم وتقواهم لا ثمرة الشرك والبدعة والفسق، وأكابر الأولياء إنما يستعملون هذه الكرامات بحجة للدين أو حاجة للمسلمين والمقتصدين قد يستعملونها في المباحات، وأما من استعان بها على المعاصي فهو ظالم لنفسه متعدٍ حدَّ ربه وإن كان سببها الإيمان والتقوى.

٦٣) فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو حابط باطل لا ينفع صاحبه وقت الحاجة إليه، فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لأن ما لم يرد به وجهه، إما أن لا ينفع بحال، وإما أن ينفع في الدنيا دون الآخرة فالأول ظاهر والثاني قد يحصل للإنسان في الدنيا لذات وسرور، وقد يُجزى بأعماله في الدنيا لكن تلك اللذات إذا كانت تعقب ضررًا أعظم منها أو تفوت أنفع منها وأبقى فهي باطلة أيضًا فثبت أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل وإن كان فيه لذة ما.

٦٤) والله تعالى لم يأمر عباده لحاجته إلى خدمتهم ولا هو محتاج إلى أمرهم وإنما أمرهم إحسانًا منه ونعمة أنعم بها عليهم، فأمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم وإرسال الرسل وإنزال الكتب من أعظم نعمه على خلقه.

٦٥) ومن تأمل نصوص الكتاب والسنة وجدها في غاية الإحكام والإتقان، وأنها مشتملة على التقديس لله عن كل نقص والإثبات لكل كمال وإنه تعالى ليس له كمال ينتظر بحيث يكون قبله ناقصًا بل من الكمال أنه يفعل ما يفعله بعد أن لم يكن فاعله وإنه إذا كان كاملاً بذاته وصفاته

<<  <  ج: ص:  >  >>