للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

شيء وعلمه، وخلق الإنسان وعلّمه، أحمده سبحانه على ما ألهمه من معلوم وفهمه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من عرف الحق والتزمه. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من صدع بالحق وأسمعه.

الله صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وسائر من نصره وكرمه، وسلم تسليما كثيرا أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله حق التقوى، واعرفوا ما دلت عليه هذه الكلمة من الحقيقة والمعنى، وتفطنوا لتفاصيل ذلك على القلوب والأعضاء، وتدبروا كتاب الله واعرفوا ما فيه من العلم والهدى، وعالجوا به أمراض القلوب فهو الدواء النافع والشفا، وهو السبب الأعظم في حصول السعادة والسيادة في الآخرة الأولى، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، ومن أعرض عنه استحوذ عليه الشيطان وتولاه. فهو حبل الله المتين، ونوره المبين، وصراطه المستقيم.

قال جندب بن عبد الله رضي الله عنه: عليكم بالقرآن فإنه نور بالليل وهدي بالنهار، فاعملوا به على ما كان من فقر وفاقة فإن عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاء فقدم نفسك دون دينك، فإن المحروب من حرب دينه، والمسلوب من سلب دينه، إنه لا فاقة بعد الجنة ولا غنى بعد النار.

إن النار لا يفك أسيرها ولا يستغنى فقيرها، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} {قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا} {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} {

<<  <  ج: ص:  >  >>