للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذكر يعطي الذاكر قوة حتى أنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه، قال وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامه وكتابته أمرا عجيبا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر.

مَا دُمْتَ تَقْدِرْ فَأَكْثَرْ ذِكْرِ خَالِقنَا ... وَأَدِّ وَاجِبَهُ نَحْوَ العِبَادَاتِ

د

فَسَوْفَ تَنْدمُ إِنْ فَرطَّتَ في زَمنٍ ... مَا فِيْهِ ذِكْرٌ لِخَلاقِ السَّمَوَاتِ

وقد علّم النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته فاطمة وعليا رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة إذا أخذا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين، ويحمدا ثلاثا وثلاثين، ويكبرا، أربعا وثلاثين، لما سألته الخادم، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة، فعلمها ذلك، وقال: إنه خير لكما من خادم.

فقيل إن من داوم على ذلك وجد قوة في عمله مغنية عن خادم، قال وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يذكر أثرا في هذا الباب، ويقول: إن الملائكة لما أُمروا بحمل العرش، قالوا يا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك، فقال: قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله.

فلما قالوا حملوه حتى رأيت ابن أبي الدنيا قد ذكر هذا الأثر بعينه عن الليث بن سعد عن معاوية بن صالح قال حدثنا مشيختنا أنه بلغهم أن أول ما خلق الله عز وجل حين كان عرشه على الماء حملة العرش قالوا: ربنا لم خلقتنا؟ قال: خلقتكم لحمل عرشي، قالوا: ربنا ومن يقوى على حمل عرشك وعليه عظمتك وجلالك ووقارك؟ قال: لذلك خلقتكم، فأعادوا عليه ذلك مرارا، فقال: قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله فحملوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>