للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

هِيَ المُشْتَهى وَالمُنْتَهَي وَمَع السُّهَى ... أَمَانيٌّ مِنْهَا دُوْنَهُنَّ العَظَائِمُ

وَلَمْ تُلْفِنَا إِلا وَفِيْنَا تَحَاسُدٌ ... عَلَيْهَا وَإِلا الصُّدُورِ سَخَائِمُ

وقال الآخر:

يُسِيءُ أمْرؤٌ مِنَّا فَيُبْغَضُ دَائِمًا ... وَدُنْيَاكَ مَا زَالَتْ تُسِيءُ وَتُومَقُ

أَسَرَّ هَوَاهَا الشَّيخُ وَالكهلُ والفَتَى ... بِجَهْلٍ فَمَنْ كُلَّ النَّواظِر تُرْمَقُ

وَمَا هِي أَهْلٌ يُؤَهَّلِ مِثْلُهَا ... لِوُدٍ وَلَكنَّ ابْنَ آدَمَ أَحْمَقُ

وقال الآخر:

لِسَانُك لِلدُّنْيَا عَدَوٌ مُشَاحِنٌ ... وَقَلْبُكَ فيها لِلسَانِ مُبَاينُ

وَمَا ضَرَّهَا مَا كَانَ مِنْكَ وقد صَفَا ... لَهَا مِنْكَ ودٌّ في فُؤادِكَ كَامِنُ

وإن حب الدنيا لهو الداء العضال، الذي أهلك النساء والرجال وأفسد كثيرا من الأعمال، إلا أن تأتي العناية الإلهية، فتصرف الإنسان إلى النظر الصحيح، وتحمله على الطريق المستقيم.

فيرى بعين الحقيقة وصحيح البصيرة أنه لا بد من الموت، وأنه يدفن تحت أطباق الثرى، ويرمى به في ظلمات الأرض، ويسلط الدود على جسده، والهوام على بدنه، فتأخذه من قرنه إلى قدمه.

وقد عدم الطبيب وأسلمه القريب، وتركه الصديق والحبيب والقريب، وأتاه منكر ونكير، ولم يجد هناك أنيسا إلا عمله.

أَسْلَمنِي الأَهْلُ بِبَطْنِ الثَّرَى ... وانْصَرَفُوا عَنِّي فَيَا وَحْشَتَا

وَغَادَرُونِي مُعْدِمًا يَائِسًا ... مَا بِيَدي اليَومَ إِلا البُّكَا

وَكُلُّ مَا كَانَ كَأن لَمْ يَكُنْ ... وَكَان مَا حَاذَرْتُهُ قَدْ أَتَى

وَذَاكُم المَجمُوعُ والمُقْتَنَى ...

<<  <  ج: ص:  >  >>