للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومن الاغترار طول الأمل وما من آفة أعظم منه، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلا وإنما يقدم الإنسان على المعاصي ويؤخر التوبة لطول الأمل وإن لم تستطع قصر الأمل فاعمل عمل قصير الأمل ولا تمس حتى تنظر في يومك وتحاسب نفسك فإن رأيت زلة فامحها بالتوبة الصادقة النصوح والاستغفار والباقيات الصالحات وإذا أصبحت فعليك بتلاوة كلام الله والباقيات الصالحات وتأمل ما مضى في ليلك ونهارك واحذر التسويف فإنه أكبر جنود إبليس.

وَكُنْ صَارِمًا كَالوَقْتِ فَالمَقْتُ فِي عَسَى ... وَإِيَّاكَ مَهْلاً فهي أَخْطَرُ عِلَّتِي

بِسَيْفِ العَزْمِ سَوْفَ فاتَجُدْ ... تَجِدْ نَفَسًا فالنَّفْسُ إِنْ جُدْت جَدَّتِ

ثم صور لنفسك قصر العمر وكثرة الأشغال وقوة الندم على التفريط عند الموت وطول الحسرة على عدم البدار بعد الفوت وصور ثواب الكاملين وأنت ناقص والمجتهدين وأنت متكاسل ولا تخل نفسك من موعظة تسمعها وفكرة تحادثها بها.

وَالنَّفْسُ كالطِّفْلِ إِنْ تُهْمِلُهُ شَبَّ على ... حُبِّ الرَّضاعِ وَإِنْ تَفطِمْه يَنْفَطِمِ

وَرَاعِهَا وَهِي في الأَعْمَالِ سَائِمَةً ... وَإِنْ هِيَ اسْتَحَلَّتِ المرعة فلا تَسِمِ

كَمْ حَسَّنَتْ لَذَّةً لِلْمَرْءِ قَاتِلَةً ... مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ في الدَّسِمِ

اللهم يا من لا تضره المعصية ولا تنفعه الطاعة أيقظنا من نوم الغفلة ونبهنا لاغتنام أوقات المهلة ووفقنا لمصالحنا واعصمنا من قبائحنا وذنوبنا ولا تؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وأكنته سرائرنا من أنواع القبائح والمعائب التي تعلمها منا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>