للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِالسُّوءِ} [يوسف: ٥٣] فهي ملتفتة نحو الشيطان ومقبلة عليه.

هِي النَّفْسُ إِنْ تَنْظُر إلى الحقِ نَظْرَةً ... فَإِنَّ لَهَا فِي غَيْرِهِ نَظَرَاتِ

وَإِنْ نَهَضَتْ يَوْمًا إِلى الله نَهْضَةً ... فَإِنَّ لها عَنْهُ غَدًا نَهَضَاتٍ

إِلى الله أَشْكُوْهَا فَبِاللهِ حَوْلُهَا ... وَبِاللهِ تَمْضِي في الأُمُورِ وتَاتِي

ورد في الخبر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم".

وقال رحمه الله فيا لله كم من مجر ذيل إعجابه متطاول على أصحابه، متعاظم على أقرانه وأترابه، تجمع له الأماني وترتاح له الغواني إن بصر لا يستبصر وإن أمر لا يأتمر، وإن زجر لا ينزجر، ويفرح ويمرح، ويبيت من دنياه مثل ما أصبح، قد أبدأ في أمره وأعاد، وأحكم غيه وضلاله فأجاد وأشاد من أمله ما أشاد.

حتى إذا نال مراده أو كاد، صاحت به المنية صيحة الغضبان وصدمته صدمة اللهفان، فهدت أركانه وكسرت أغصانه، وفرقت أنصاره وأعوانه، فأصبح قد باع النفيس بالدون ومضى يعض بنانه المغبون ولم يرح بنائل ولا حصل على طائل.

فيالله كم هناكم من ملك جبار طويل النجاد رفيع العماد عظيم الأجناد كثير الأمداد، قد ملك البلاد، وقهر العباد، ووصل من دنياه إلى كثير مما أراد.

قعد ونهض وأبرم ونقض وجعل أمره المفترض، وطالما حرق وهدم وكسر، وحطم وزلزل ودمدم، واسترحم فلم يرحم ومضى على ما شاء من رأيه وصمم.

<<  <  ج: ص:  >  >>