للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَشَدَّ عَلَيهِ مِن يَوْمِ الحِمَامِ

وَيَوْمُ الحَشْرِ أَفْظَعُ مِنْهُ هَولاً ... إِذَا وَقَفَ الخَلائِقِ بِالمَقَامِ

فَكَمْ مِنْ ظَالِمِ يَبْقَى ذَليلاً ... وَمَظْلُومٍ تَشَمَّرَ لِلْخِصَامِ

وَشَخْصٍ كَانَ في الدُّنْيَا فَقِيْرًا ... تَبَوَّأ مَنْزِلَ النُّجْبِ الكِرَامِ

وَعَفْوُ اللهِ أَوْسَعُ كُلِّ شَيءٍ ... تَعَالَى الله خَلاقُ الأَنَامِ

ومن كلام بعضهم: يا ابن آدم لو رأيت ما حل بك وما أحاط بأرجائك لبقيت مصروعا لما بك، مذهولا عن أهليك وأصحابك.

يا ابن آدم أما علمت أن بين يديك يوما يصم سماعه الآذان، ويشيب لروعه الولدان، ويترك فيه ما عز وما هان، ويهجر له الأهلون والأوطان.

يا ابن آدم أما ترى مسير الأيام بجسمك، وذهابها بعمرك، وإخراجها لك من سعة قصرك إلى مضيق قبرك، وبعد ذلك ما لذكر بعضه تتصدع القلوب، وتنضج له الجوانح وتذوب، ويفر المرء على وجهه فلا يرجع ولا يئوب ويود الرجعة وأنى له المطلوب.

قال جلا وعلا وتقدس: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: ٣٩] وقال تبارك وتعالى: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} وقال تبارك وتعالى: {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ} ، وقال عز من قائل: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} وقال: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>