للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن عناية عمر رضي الله عنه بالجند والاهتمام بهم تكريمهم والإشادة بأهل البلاء والفضل منهم.

قال أسلم مولى عمر رحمه الله: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابة، فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي، وترك صبية صغاراً، والله ما ينضجون كراعاً (١)، ولا لهم زرع، ولا ضرع (٢)، وخشيت أن تأكلهم الضبع (٣)، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال: مرحباً بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير (٤) كان مربوطاً في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاماً، وحمل بينهما نفقة وثياباً، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يغني حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها، فقال عمر: ثكلتك أمك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها حاصرا حصناً زماناً، فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهامنا منه (٥).


(١) الكراع: ما دون الكعب من الشاة، ومعناه أنهم لا يكفون أنفسهم معالجة ما يأكلونه، وأنهم ليس لهم كراع فينضجونه. فتح الباري ٧/ ٤٤٦.
(٢) ليس لهم ضرع: أي ليس لهم ما يحلبونه. المصدر السابق.
(٣) تأكلهم الضبع: أي تهلكهم السنة المجدبة. المصدر السابق.
(٤) أي قوي الظهر، معد للحاجة. المصدر السابق.
(٥) رواه البخاري / الصحيح ٣/ ٤٣، أبو عبيد / الأموال ص ٢٧٦، ابن زنجويه الأموال ٢/ ٥٧٠، البيهقي /السنن الكبرى ٦/ ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>