للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقسم عمر رضي الله عنه مروطاً (١) بين نساء من نساء المدينة، فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك، يريدون أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه، فقال عمر رضي الله عنه: أم سليط أحق.

وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد، قال أبو عبد الله: تزفر: تخيط (٢).

وروي أن عمر رضي الله عنه كان بين يديه مال يقسمه، فرأى رجلاً في وجهه ضربة، فقال: ما هذه الضربة؟ قال: ضربتها في غزاة كذا وكذا، فقال عمر: عدوا له ألفاً، ثم حرك المال، ثم قال: عدوا له ألفاً، حتى عدوا أربعة آلاف، فاستحيا الرجل مما يعطيه، فذهب فحرك المال، فقال: أين الرجل؟ فقالوا: يا أمير المؤمنين، استحيى مما تعطيه، فذهب، فقال: لو مكث لأعطيته ما بقي بين يدي درهم، رجل ضرب في سبيل الله ضربة خفرت وجهه (٣).


(١) المرط: كساء من خز أو صوف أو كتان، وقيل الثوب الأخضر، والمرط: كل ثوب غير مخيط. ابن منظور / لسان العرب ١٣/ ٨٣.
(٢) رواه البخاري / الصحيح ٢/ ١٥٠، أبو عبيد / الأموال ص ٥٤.
(٣) رواه أحمد / فضائل الصحابة ١/ ٢٦٢، ابن زنجويه / الأموال ٢/ ٥٧٠، ومداره على عبد الله بن عبيد بن عمير، ثقة من الثالثة، روايته عن عمر منقطعة، وبقية رجاله عند أحمد ثقات. فالأثر ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>