للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: انتهيت إلى الهرمزان وجفينة النصراني (١) وأبي لؤلؤة، وهم نجي (٢)، فبغتُّهم، فثاروا، وسقط من بينهم خنجر له رأسان، نصابه في وسطه، فقال عبد الرحمن: فانظروا، فوجدوه خنجراً على النعت الذي نعت عبد الرحمن، فخرج عبيد الله مشتملاً على السيف حتى أتى الهرمزان، فقال: اصحبني حتى تنظر إلى فرس لي، وكان الهرمزان بصيراً بالخيل، فخرج يمشي بين يديه، فعلاه عبيد الله بالسيف، فلما وجد حر السيف قال: لا إله إلا الله، فقتله، ثم أتى جفينة، وكان نصرانياً، فدعاه، فلما أشرف له علاه بالسيف، فصلب بين عينيه (٣)، ثم أتى ابنة أبي لؤلؤة جارية صغيرة، تدعي الإسلام، فقتلها، فأظلمت المدينة يومئذ على أهلها، ثم أقبل عبيد الله بالسيف صلتاً في يده، وهو يقول: والله لا أترك في المدينة سبياً إلا قتلته، فجعلوا يقولون له: الق السيف، ويأبى، ويهابونه أن يقربوا منه، حتى أتاه عمرو بن العاص، فقال: أعطني السيف يابن أخي،


(١) جفينة النصراني كان نصرانياً من أهل الحيرة ظئراً لسعد بن مالك أقدمه المدينة للصلح الذي كان بينه وبينهم، وليعلم بالمدينة الكتابة. الطبري/ التاريخ ٢/ ٥٨٧.
والظئر؛ هو: زوج المرضعة، ومنه حديث سيفٍ القين: ظئر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم. ابن منظور/ لسان العرب ٨/ ٤٤٥.
(٢) انتجى القوم وتناجوا: تشاوروا. ابن منظور / لسان العرب ١٤/ ٦٤.
(٣) أي ضربه على عُرضة حتى صارت الضربة كالصليب. ابن منظور / لسان العرب ٧/ ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>