للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه فوافقوه على ذلك، وعارض البعض تخوفاً من شدة عمر رضي الله عنه كما تقدم في الأثر، فبين لهم أبو بكر رضي الله عنه فضل عمر وأحقيته بالخلافة.

ثم أمر أبو بكر رضي الله عنه عثمان بن عفان رضي الله عنه بكتابة وصية وعهد الخلافة لمن بعده، فأغمي على أبي بكر، فتعجل عثمان رضي الله عنه وكتب اسم عمر، فلما أفاق أبو بكر رضي الله عنه قال لعثمان رضي الله عنه: من كتبت؟ قال: عمر بن الخطاب، قال: كتبت الذي أردت أن آمرك به، ولو كتبت نفسك كنت لها أهلاً (١).

وبعد ذلك خرج عمر رضي الله عنه ومعه مولى أبي بكر شديد، وبيده الصحيفة التي فيها استخلاف عمر، وعمر رضي الله عنه بيده عسيب نخل (٢)، يقول: اسمعوا لقول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل شديد يقرأ ما في الصحيفة، فقال: يقول أبو بكر: اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه


(١) رواه ابن سعد / الطبقات ٣/ ١٩٩، ٢٠٠، ابن أبي شيبة / المصنف ٦/ ٣٦١، الحسن بن عرفة / جزء ص ٦٢، البلاذري / أنساب الأشراف ص ٧٢، الطبري / التاريخ ٢/ ٣٥٣، صحيح من طريق الحسن بن عرفة.
قال: حدّثنا شبابة بن سوار الغزالي حدّثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كتب عثمان … الأثر.
(٢) عَسِيب النخل: جريد النخل إذا نحي عنه خوصه. ابن منظور / لسان العرب ٩/ ١٩٧، ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>