للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر رضي الله عنه ذات يوم وهو يضرب وحشي قدمه (١) بالدرة، تنفس تنفسة ظننت أنها قد فضت أضلاعه فقلت: سبحان الله، وما أخرج هذا منك يا أمير المؤمنين إلا أمر عظيم، قال: ويحك يا ابن عباس، والله ما أدري كيف أصنع بأمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

قلت: والله إنك بحمد لله لقادر على أن تصنع ذاك منها في البقية، قال: إنه والله يا ابن عباس ما يصح هذا الأمر إلا القوي في غير عنف، اللين في غير ضعف، الجواد في غير سرف، الممسك في غير بخل، يقول ابن عباس: والله ما أعرف غير عمر (٢).

وروي أن مالك الدار (٣) قال: غدوت على عمر رضي الله عنه يوماً، فقال لي: يا مالك، كيف أصبح الناس؟ قلت: أصبح الناس بخير، قال: هل سمعت من شيء؟

فقلت: ما سمعت إلا خيراً، قال: ثم غدوت عليه اليوم الثاني فسألني، فأخبرته، واليوم الثالث سألني وأبرمني، فقلت: وما تخشى من


(١) وحشي القدم، مالم يقبل عليك منها. الفيومي / المصباح المنير ص ٢٤٩.
(٢) رواه ابن شبه / تاريخ المدينة ٣/ ٩٦، ورجاله ثقات سوى محمد بن إسحاق فهو صدوق مدلس من الثالثة، ولم يصرح بالسماع فالأثر ضعيف.
(٣) مالك بن عياض مولى عمر له إدراك، وسمع من أبي بكر الصديق روى عن الشيخين وكان خازناً لعمر رضي الله عنه. ابن حجر / الإصابة ٣/ ٤٨٤، ٤٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>