للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمتاه، وما علمت بما كان من عزمة أمير المؤمنين؟ قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر مناديه، فنادى: أن لا يشاب اللبن بالماء، فقالت لها: يا بنتاه قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنك بموضع لا يراك عمر، ولا منادي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه: والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء، فسأل عمر رضي الله عنه عن هذه البنت، فدل على مكانها فأرسل إليها فزوجها ابنه عاصم، فكانت جدة عمر بن عبد العزيز الخليفة رحمه الله تعالى (١).

وكان زيد بن صوحان العبدي (٢) رضي الله عنه سيداً في قومه من فضلائهم ومن أهل الدين والخلق فيهم، فوفد على عمر رضي الله عنه وضفنه (٣) على الرحل كما يفعل بالأمراء، وأمر الناس أن يصنعوا به وبأصحابه كذلك (٤).


(١) حسن، تقدم الكلام عليه في ص: ٥٩١.
(٢) زيد بن صوحان بن حجر العبدي كان مسلماً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قتل يوم الجمل، لا أعلم له صحبة ولكنه ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً، وكان فاضلاً ديناً سيد قومه هو وإخوته. ابن عبد البر / الاستيعاب ٢/ ١٢٤.
(٣) ضَفَن مع الضيف: جاء معه. ابن منظور / لسان العرب ٨/ ٧٤.
(٤) رواه ابن سعد / الطبقات ٦/ ١٢٤. أخبرنا شهاب بن عبد الله العبدي، قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان عن الأجلح عن أبي الهذيل، وابن أبي شيبة / المصنف ٥/ ٢٣٩، وسنده عند ابن سعد متصل ورجاله ما بين ثقة وصدوق، وهو كذلك عند ابن أبي شيبة إلا أنه منقطع من رواية الشعبي عن عمر رضي الله عنه، فالأثر حسن عند ابن سعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>