للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن الآثار المروية عن عمر رضي الله عنه في إكرامه لأهل الفضل والتقوى: ما روي من أن بيرح بن أسد (١) خرج مهاجراً إلى المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فرآه عمر رضي الله عنه يطوف في سكك المدينة، فأنكره، فقال: من أنت؟ قال: أنا رجل من أهل عمان، فأخذ بيده، فذهب به إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال: يا أبا بكر، هذا من الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إني لأعلم أرضاً يقال لها عمان ينضح بناحيتها البحر، بها حي من العرب، لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر" (٢).

وروي أن الطفيل بن عمرو (٣) حارب المرتدين في موقعة اليمامة، ومعه ابنه عمرو، فجرح عمرو، وقطعت يده، فكان يوماً عند عمر بن


(١) بيرح بن أسد الطاحي من أهل عمان، هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده قد مات. ابن حجر / الإصابة ١/ ١٧٥.
(٢) رواه أحمد / المسند ١/ ٤٤، ابن أبي عاصم / الآحاد والمثاني ٤/ ٢٧٢، ٢٧٣، أبو يعلى / المسند ١/ ١٠١، أبو نعيم / معرفة الصحابة ٣/ ١٧٤، ومداره على أبي لبيد لمازة بن زبار، وهو صدوق من الثالثة، روايته عن عمر منقطعة، وبقية رجاله عند أبي يعلى ثقات. فالأثر ضعيف.
(٣) الطُّفَيل بن عمرو بن طريف الدوسي، أسلم بمكة ثم رجع إلى قومه، ثم هاجر إلى المدينة، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر، فلم يزل مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى استشهد باليمامة، وقيل باليرموك. ابن عبدالبر / الاستيعاب ٢/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>